الأحد، 8 أبريل 2012

عشانها حلوة



طلب مني رجل أعمال خليجي يعتزم إنشاء قناة إعلامية مساعدته وترشيح عدد من الفتيات للعمل فيها فاعتذرت عن المهمة. وكان السبب شعوري بأنه غير جاد في البحث عن  كادر مهني ومحترف. فقد فهمت من كلامه تركيزه على المظهر وأن تكون جميع العاملات في قناته في غاية الجمال والرشاقة. لم يكترث بالمؤهلات أو الخبرة والمستوى المهني للمتقدمة! وبعد فترة أخبرني أنه قام بتعيين فتاة مسئولة عن التوظيف لتقوم باختيار الطاقم ومنحها راتبا ضخما. وحينما سألته عن مؤهلاتها قال لي ليس المهم المؤهل، وأضاف "  يكفي أنها حلوة". في تلك اللحظة لم اشعر بالدهشة فمسلسل استغلال المرأة وامتهان كرامتها في الوسط الإعلامي أمر معتاد. وقد سمعت من أحدى الإعلاميات عن التحرشات التي تتعرض لها هي وزميلاتها سواء اللفظية أو السلوكية التي تصدر من قبل الكثير من الإعلاميين.. وتعكس هذه السلوكيات السياسة العقيمة التي تنتهجها العديد من المؤسسات الإعلامية المختلفة، كما تعكس ثقافة العاملين فيها. فالمرأة في نظرهم المريض ليست سوى جسد يجذب المشاهدين وأداة لتحقيق الربح التجاري لهم وللشركات المعلنة، دون اكتراث بالأثر السلبي الذي تتركه إعلاناتهم وبرامجهم على الأسرة والمجتمع . وهكذا يغيب الالتزام الإعلامي وتنعدم المسئولية الاجتماعية في كثير من الوسائل الإعلامية خاصة المرئية منها.
وتأتي النظرة السلبية المجحفة بحق المرأة  كواحد من أهم الأسباب التي أدت لسؤ أخلاقيات الكثير من مسنوبيه. فالمرأةالعاملة في الأعلام ليست جسدا فقط بل لديها عقل ويفترض أن يكون لديها خبرة كافية تؤهلها للنهوض بمجتمعها وتطويره. وبسبب تحكم عقليات سطحية لا ترى في المرأة سوى جسدها حرمت الإعلامية الحقيقية من المساهمة في القيادة و التطوير الإعلامي. كما يعتبر وجودها في مراكزالقرار في المؤسسات الأعلامية من قنوات وصحف ومجلات ضئيل ومحدود الأثر. وقد حصرت الأعلامية المحترفة في وظائف وأنشطة محددة، فلا يوكل لها إلا الأعمال الثانوية. وبسبب الأسلوب الانتقائي الذي يركز على معيار الجمال فقط، حدث تشويه خطير لصورةالمرأة في وسائل الإعلام وإظهارها في بعض الحالات على أنها فاسدة و جاهلة وذات أفق ضيق. أما آن الآوان لأن تعاد للمرأة كرامتها وأدميتها والنظر لها على أنها ذات عقل ثري وخلق رفيع وأنها قادرة على المساهمة بمواهبها وقدراتها في بناء مجتمعها وتطويره؟

التعليقات: 3

اسأل الله لك التوفيق والسداد , لطالما كان طرحك دائما واضح مباشر صادق .

لا يحط من قدر المرأة إلا المرأة

متى نستفيق من الرقده ،للأسف هنالك من تصدر لقضايا المرأه وجل همه هو اتخاذها سلعه رخيصه يرضي بها نزواته من جهه ، ويتخذها طريقا سهلا للكسب المادي بعرضها كبضاعة في سوق يطلبها ويحرص على رؤيتها بمفاتنها . خالفنا الفطرة البشريه التي فطر الله الناس عليها .
د. نوف
حضورك يثلج الصدر ويعكس بحق الصوت السامي للمرأه المسلمه بعيدا عن كل أدعياء التقدم والمدنيه ، والذين اتخذوا من قضيتها جسر عبور لإشباع نزواتهم وتحقيق رغباتهم الشيطانيه .

فلله درك يا نقيه وليكن التوفيق حليفك دائما

شكرا لك

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Favorites More