الجمعة، 6 مايو 2011

في بيتنا مريض.. أنقبله.. أم ندسه في التراب؟!

hjkhk


الصدفة وحدها هي من قادتني لاكتشاف أن لدى قريبتي ابنة مصابة بالصرع , طوال تلك السنوات كانت تعمل جاهدة لإخفاء حقيقة مرض ابنتها .
حينها انهارت بالبكاء وطالبتني بإخفاء تلك المعلومة حتى لا يؤثر ذلك على نصيب بقية أخواتها البنات!
شعرت بالذهول و بالشفقة على حال تلك المسكينة التي تنظر بخجل لمرض ابنتها رغم أن الصرع من أكثر الأمراض انتشارا وبصورة كبيرة على مستوى العالم .
لكني في الوقت نفسه لا ألوم تلك المسكينة فمخاوفها طبيعية , فالمرأة في العالم العربي تهمش حتى في المرض , و ينظر لمرضها على أنه وصمة عار في جبين الأسرة مما قد يقضي على فرصها في الزواج !
رغم أن الكثير من الأمراض النفسية قابلة للشفاء أو التحكم بأعراضها من خلال الأدوية والعلاج بأنواعه لكن الخوف من المجهول وقلة المعرفة بحقيقة المرض , وكذلك الخوف من إصابة الأطفال به قد تجعل كثير من الشباب والأسر عازفين عن نسب تلك الأسرة, وقد شهدت حالات تم فيها فسخ الخطبة والطلاق بسبب إصابة المرأة أو أحد أقاربها بالمرض وكأنها ارتكبت جريمة لا تغتفر.
وتناسي ذلك الزوج أو الخطيب أن المرض ليس بإرادة الإنسان ,و ليس بالخطيئة التي تعاقب عليها المرأة .
هناك عدم وعي بحقيقة الأمراض النفسية والعقلية والقلة القليلة التي تعي أن المرأة أكثر قابلية للإصابة بالاكتئاب من الرجل وذلك لعدة أسباب أهمها دورة الهرمونات مع الحمل والولادة ,والضغوط الحياتية التي تتعرض لها كربة أسرة وموظفة .
للأسف لا يزال كثير من العامة يتعامل مع المرض وخاصة المرض النفسي والعقلي بكثير من الحساسية والشعور بالخجل وربما العار!
وهناك من يتحرج أو يصاب بالخجل في حال سؤاله عن قريبه المريض
في بيتنا مريض نفسي /عقلي جمله لن نسمع أحد يجهر بها
من وجهة نظر الكثيرين هي إعلان للخطيئة ومجاهرة بوصمة عار رغم أننا نعيش في عصر القلق والإجهاد وزمن اللاطمأنينة , ومجتمعات تقوم على التنافس والصراع .
إنه زمن المخاوف , زد على ذلك ما يكون عند البعض من ضعف الوزاع الديني وانهيار القيم والمثل الأخلاقية والإجتماعية .
ولا يخلو إنسان من مرض سواء كان عضوياً أو نفسياً /عقلياً , أو حتى عارض لمرض
فلم الخجل والخوف من البوح والاعتراف بوجود المريض وحقيقة مرضه؟!
توجد كثير من الأمراض النفسية والعقلية تحتاج من الأسرة التعاون مع الطبيب المعالج للحصول على الإرشاد في كيفية التعامل مع المرض وأعراضه والتطورات التي يمر بها المريض, وكذلك تفهم حالة المريض ومساعدته على مواجهة الصعاب والمشاكل وكذلك مواجهة المجتمع .من يصاب بمرض نفسي أو عقلي لا شك أنه يعاني، ولكن معاناة الأسرة لا تقل عن معاناة المريض، بل تزيد في بعض الحالات وتهدد كيان الأسرة وتؤثر على حياتها
فالمرض النفسي أو العقلي يسبب ألماً وإزعاجاً وحيرة كبيره للأسرة وقد يصاحب تلك المشاعر مشاعر الذنب ,الخجل ,الغضب
بعض الأسر بحسن نية أو بسبب عدم الوعي بحقيقة المرض قد تتسبب بزيادة آلام المريض
فالاهتمام الزائد قد يكون سبباً في زيادة آلام المريض وكذلك الإهمال أو إنكار حق المريض في أن يمرض وأن يتألم قد يكون سبباً في زيادة معاناة المريض .
فعلى كل أسرة لديها مريض سواء نفسي أو عقلي أن تتقبل فكرة المرض وأنه كأي مرض قابل للعلاج والسيطرة عليه , وتتخلص من مشاعر الخجل حتى تشعر بالراحة والسكينة .
وتضع مصلحة المريض فوق كل شيء وتتسلح بالمعرفة لتتعلم كيفية التعامل مع المريض وحقيقة مرضه وطرق العلاج حتى تستطيع مساعدة مريضها بأفضل صورة ممكنة .

التعليقات: 0

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Favorites More