الخميس، 17 مايو 2012

زمن علياء


التقى أديب مصري في إحدى الحفلات براقصة مشهورة، وظلا يتجاذبان أطراف الحديث. وعند خروجهما من مكان الحفل شاهدت الراقصة سيارة الأديب وهي من نوع قديم، بينما سيارتها من أحدث الموديلات. فنظرت له الراقصة بسخرية وقالت «بص الأدب عمل فيك إيه؟» فرد عليها الأديب قائلاً «بصي قلة الأدب عملت فيك إيه؟» فشعرت الراقصة بالحرج الشديد مما جعلها تتجه نحو سيارتها وتركبها دون أن تنطق بكلمة واحدة. تذكرت هذه الحادثة الطريفة التي تضج بالحكمة والتناقض بين حال المثقفين وحال الراقصات، أثناء نقاشي مع إحدى الفتيات الطامحات للشهرة. كان يبدو عليها أنها لا تكترث بالوسائل والطرق التي تنوي استخدامها للوصول لمبتغاها.
وأعتقد أنها في ظل غياب القيم واختلال الموزايين قد تصل وبسرعة، فهويتها كشابة سعودية كفيلة بفتح أبواب وسائل الإعلام لها على مصراعيها، حتى لو كانت لا تملك المؤهلات. وهي ليست الوحيدة في هذا الشأن، فكثير من النساء في عالمنا العربي ركبن الموجة وحققن ما يتمنينه من شهرة محلية، وهاهن أولاء يبحثن الآن عن التكريم الغربي ولا يهمهن إن جاءت الشهرة بالتباكي على حقوق المرأة أو بمحاربة الإسلام.
ولا أجد فرقا كبيرا بين هذا النموذج من النساء ممن يدعون أنفسهن «بناشطات حقوقيات وعلياء المهدي التي نشرت صورها عارية، فكل يريد الوصول مهما كانت الوسيلة. والمؤسف أن الشهرة في هذه الأيام لا تأتي من جهد حقيقي قائم على منظومة قيم ومبادئ.
إنها تأتي من ركوب موجة ما مثل تبني الدفاع عن حق المرأة في التمرد على الدين والقيم. مثل هذه الموجات تحقق الشهرة والتكريم من قبل وسائل الإعلام الغربي والمنظمات الأمريكية. ولكني أقول لهم جميعاً: يبقى العمل الملتزم والمؤسس على القيم شيئا ساميا يمنح الناشط الاحترام الذاتي.

التعليقات: 0

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Favorites More