الاثنين، 19 نوفمبر 2012

ضحايا منسيون




هل يفقد الإنسان حقوقه الإنسانية والقانونية عندما يصاب بالمرض النفسي أو العقلي؟ وهل يوجد قانون يحمي المرضى وجهات تدافع عن حقوقهم؟ اسئلة تبادرت إلى ذهني وأنا اطالع خبر تعرض شاب مصاب بالفصام وكذلك مرض الايدز إلى الضرب داخل السجن -الذي ادخل إليه بتهمة"عقوق والده" -مما نتج عنه اصابات متعددة بالرأس وكسر بقدمه كما ورد في إحدى الصحف السعودية.
قصة هذا الشاب لا تختلف كثيراً عن قصص الآلاف من المرضى في عالمنا العربي الذين يعانون الأمرين جراء الجهل بطبيعة امراضهم و تجاهل حقوقهم في العلاج والرعاية وتوفير مأوى مناسب لهم ولقد اصبحنا نشاهد في الآونة الأخيرة العديد من هؤلاء الضحايا يجوبون الطرقات وفي بعض الأماكن العامة بملابسهم الرثة والممزقة في مناظر تدمي القلوب وفي وضع إنساني مؤلم بعد أن تخلت عنهم عائلاتهم بسبب صعوبة السيطرة عليهم عند تدهور حالاتهم أو رفض مستشفيات الصحة النفسية استقبالهم بحجة عدم وجود سرير شاغر لهم فيبقون هائمين في الشوارع في تجاهل واضح وصريح لحقوق المريض النفسي التي نصت عليها مبادىء الأمم المتحدة .
  تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن معدلات الإصابة بالأمراض النفسية والعقلية في تزايد مضطرد وأصبحت تشكل اكثر من 14% من جملة الأمراض المنتشرة في العالم كله ,ورغم أن أعداد المرضى النفسيين صارت تشكل نسبة 25-30% من سكان أي دولة في العالم إلا ان النظرة للمرض النفسي والعقلي في مجتمعاتنا العربية لا تزال كما هي ومملوءة بالجهل والخرافة,المرض النفسي مثله مثل الأمراض العضوية يمكن علاجه والشفاء منه إذا ما تلقى المريض العلاج المناسب ,لذا يتعين إيجاد برامج تثقيفية للأهالي حتى يعرف افراد المجتمع طرق التعامل مع المرضى وطرق علاج الأمراض المختلفة ,وبالنسبة للمرضى الذين يشكلون خطرا على المجتمع وعلى أنفسهم والذين يصعب احتواؤهم في السجون والمستشفيات النفسية فهؤلاء بحاجة لمكان آمن ومحكم الحراسة ويتلقون فيه العلاج بانتظام ويكونوا تحت الملاحظة الطبية النفسية.
 نحن بحاجة لدور لتأهيل مرضى الفصام وغيره من الأمراض العقلية لتخفيف العبء عن عائلات المرضى والتي تجد صعوبة في رعاية المريض وتفهم مرضه , فما احوجنا لدور التأهيل لتحسين المستوى العقلي وكذلك تطوير المهارات الاجتماعية والسلوكية للمريض ومساعدته على البدء من جديد ,فحوالي 10% من مرضى الفصام ينتحرون خاصة عندما يبدأ المريض في التحسن ويرى أن مستقبله مظلم وليس هناك من أمل في تقبله وتغير ظروفه.


 

 

 

 

 

 

التعليقات: 0

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Favorites More