الأربعاء، 30 مايو 2012

معاناة أم

09090

قبل أيام كنت أقرأ خبراً عن لجوء مواطنة مسنّة تجاوزت السبعين من عمرها لمنزل أحد جيرانها خوفاً من بطش ابنها الثلاثيني والمصاب بمرض نفسي منذ عشرة أعوام. وكيف كانت تعاني المسكينة طوال تلك السنوات من كثرة اعتدائه على إخوته وعليها حتى تسبب بكسر في يدها. وكيف تحولت حياتها إلى جحيم بعد مرضه، حيث افتقدت الشعور بالأمان والقدرة على النوم ليلاً بسبب الخوف من عدوانيته وبطشه، خاصة أنه سبق وأحرق منزل الأسرة. وما أثار دهشتي هو رفض مستشفى الصحة النفسية في تبوك استقباله رغم علمهم بحالته وعدم قدرة والدته العجوز على رعايته وتحمل نوبات غضبه. وقد تجاهل المستشفى والجهات الأمنية خطورته على أسرته والمجتمع، خاصة أنه يحمل آلات حادّة دائماً في جيبه، وسبق سجنه عدة مرات كما تروي والدته بسبب قضايا اعتداء على الآخرين. تصريح مدير العلاقات العامة بصحة تبوك حول حالة المريض، وبأنه يتلقى الأدوية المناسبة، جاء مخيباً للآمال، فالحالات الشديدة العدوانية كحالة الشاب بحاجة للتنويم والمراقبة في المستشفى وليس الاكتفاء بإعطائه حقنة حتى يهدأ ثم إخراجه هرباً من المسؤولية. إن معاناة تلك المسكينة هي كمعاناة الكثير من عائلات المرضى النفسيين، فحينما تتدهور حالة المريض أو يرفض العلاج يعانون الأمرّين بسبب عدوانيته وبسبب عدم قدرتهم على إيجاد سرير شاغر له في المستشفيات النفسية، مما يوقعهم في مشكلات وضغوطات نفسية كبيرة بسبب حالة المريض وعدم وجود الدعم والمساندة من العاملين في الوزارة ومن المحيطين بهم. هذه المواطنة لا تطلب المستحيل، وكل ما تريده هو علاج ابنها المريض ووضعه في مكان يقيّد حركته بحيث لا يؤذي نفسه والآخرين.

التعليقات: 0

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Favorites More