السبت، 4 فبراير 2012

ظواهر سلبية تلوث الآذان

كم مرة سمعت شخصاً يسب أم أو أخت آخر أثناء شجار بينها، أو قرأت عبارات نابية تتناولهما على جدران بعض الأبنية، وفي المواقع الإلكترونية؟ إن ظاهرة شتم الأم منتشرة بين الشباب، خاصة الذين لم يحسن الأهل تربيتهم. ولكن لماذا سب الأم أو الأخت؟ يبدو أن الأمر يتصل بكونها أنثى، وأن الأنثى في مجتمعاتنا العربية هي رمز الشرف.
ورغم أن الشرف والعفة يحتلان مكانة كبيرة لدى الرجل العربي، فإنهما في الوقت نفسه يعتبران نقطة ضعف قد ترفع من قدر الرجل أو تحط منه. وقد يفسر هذا ما يمارس من عنف لفظي وجسدي ضد المرأة من قبل الرجل في بعض البيئات.
وعند خروج المرأة عن الأعراف الاجتماعية ينال الرجل في عائلتها أكثر مما ينال المرأة من السباب والغمز واللمز والنبذ، لكون المرأة تمثل شرف وعرض العائلة. ويطلق على المرأة في مجتمعنا السعودي وربما في المجتمعات الخليجية “شعرة الوجه”. وهي لا تمثل العرض والشرف لذاتها بل لجميع أفراد عائلتها وربما قبيلتها. وغالباً ما تتناول الشتائم التي يتبادلها الذكور ما يمس الكرامة والعرض، وهي أمور محرمة بالنسبة للرجل العربي، وقد يدفع حياته ثمناً للدفاع عنها. وتشكل الأم الجزء الأكبر من مشكلة العرض، تليها الأخت ثم الزوجة. وقد يدخل الرجل في شجار عنيف قد يصل حد القتل إذا شتمت والدته. ويعد من لا يرد الصاع صاعين متهاوناً بعرضه في عرف الرجال، ويصبح منبوذاً اجتماعياً وقد ينظر له على أنه جبان وبلا كرامة.
إن الصراع المحموم بين الرجال للحفاظ على كرامتهم داخل المجتمع الذي محوره المرأة، ليس للمرأة فيه ناقة ولا جمل. فمتى تعتق المرأة من هذا السباب ومن هذا التفكير العقيم، وينظر لها على أنها كائن مستقل عن الرجل وليست المسؤولة عن تحديد مكانته داخل المجتمع أو الحط من قدره!

التعليقات: 0

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Favorites More