السبت، 4 فبراير 2012

من يرعاهم؟

للمرة الثالثة على التوالي نضطر لإعادة طلاء سور منزلنا بعد أن قرر أحد المراهقين ممارسة هوايته في الرسم على الجدران، وتحويله إلى مجلة هزلية. ورغم اعترافي بموهبته وضحكي على تعليقاته الساخرة التي تدل على موهبة فذة، فإن هذا لا يشفع له ولا لغيره للتعدي على ممتلكات الآخرين، أو تخريب المرافق العامة. فبعض الشباب يستمرئ عمل الرسوم على الجدران، وبعضهم يكتب قائمة مليئة بالكلمات النابية. وقد تكون الكتابة على جدران المباني الخاصة والعامة وسيلة المراهقين والشباب للتنفيس عما بداخلهم ومن قبيل التسلية البريئة من وجهة نظرهم، وربما للتعبير عن آرائهم ومواقفهم، ولكن الغاية لا تبرر الوسيلة، فيجب أن يعلم الشاب أن التعدي على أملاك الآخرين جريمة يعاقب عليها القانون. ولكن ينبغي في المقابل ألا تتسبب العقوبات في تدمير مستقبل الشاب مثل الزج به في السجن بسبب لحظة طيش. ينبغي أن تكون العقوبة مناسبة للسن والجرم المرتكب، وأقترح أن يفرض عليه مسح ما كتب أو إعادة طلاء الحائط، أو تكليفه بأعمال كالخدمات الاجتماعية والتطوعية.
كما أن طاقات الشباب المكبوتة يمكن توجيهها لتطوير مواهبهم وطرق تعبيرهم عن أنفسهم، ليكون التعبير بطريقة صحية لا تضر بالآخرين. ويمكن تدريب الشباب على فن الرسم على الجدران “الجرافيتي ” وهو فن قديم يمارسه الشباب حول العالم، خاصة لدى الأمريكان في بعض المدن. وقد عاد للظهور لدينا مع فترة الربيع العربي. فالشباب في مصر استخدموه أثناء الثور ة للتعبير عن مواقفهم، وكذلك في اليمن. لقد رأينا في ميدان التحرير وفي ميدان الحرية عبارات وجملا تدعو للحرية والعدالة وسقوط الأنظمة الاستبدادية.
إن تخصيص جدران في أماكن محددة في كل حي ليمارس فيه المراهقون الرسم والتعبير عن ذاتهم ثم إعادة طلاء الجدران من قبلهم ليستخدمها فريق آخر قد يساعد الفتية في التعبير عن أنفسهم بطريقة إيجابية ويحافظ على الممتلكات من التدمير والتشويه. أليست طاقات الشباب أحيانا طاقات معطلة بانتظار من يرعاها؟

التعليقات: 1

مشكورة.

للأسف هذه الظاهرة موجودة، مع أنني في مدينة مميزة وحضارية ولديها إمكانيات كبيرة جداً وقد قامت الجهة المسؤولة عن هذه المدينة بعمل توعيات وإرشادات للسكان للإبتعاد عن هذه الظاهرة السيئة جداً ولكن دون فائدة.

وما أقوله الله يهدي شباب المسلمين ويدلهم على الطريق الصحيح.

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Favorites More